وصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مظاهرات يوم الغضب المخطط لها فى
السعودية غدا الجمعة بأنها تمثل اختباراً رئيسياً لجميع الأطراف فى
المملكة، الحكومة والمعارضة السنية والمعارضة الشيعية.
وتوقع المعهد فى التقرير الذى كتبه سيمون هندرسون أن حدوث مواجهة عنيفة
أمراً لا مفر منه خاصة بعد أن حذرت السلطات السعودية من التظاهر واعتبره
علماء الدين فى المملكة حرام شرعا، وهذه المواجهات العنيفة ستحدث بلا شك فى
المناطق الشيعية التى شهدت احتجاجات سابقة قمعتها شرطة مكافحة الشغب. وكان
أكبر هذه الاحتجاجات عام 2009 كرد فعل من جانب المواطنيين الشيعة عن بحث
الشرطة عن الواعظ الشيعى نمر النمر.
واعتبر تقرير المركز الأمريكى أن الأحداث فى المناطق الشيعية السعودية
ستتأثر بالاحتجاجات التى تشهدها البحرين والتى تحاول فيها الأغلبية الشيعية
الفوز بتنازلات سياسية من جانب العائلة المالكة السنية. وكانت البحرين قد
شهدت فى الآونة الاخيرة احتجاجات عنيفة سقط خلالها قتلى وجرحى. وفى حال
حدوث احتجاجات مستقبلية فى البحرين، فإن الرياض قد تنشر قوات خاصة مدربة
تابعة للحرس الوطنى السعودى لتأييد العائلة المالكة البحرينية. وتتمركز
بالفعل وحدات فى المناطق الشرقية السعودية تحسباً لأى مشاغبات من قبل
الشيعة السعوديين.
وعن الموقف الأمريكى من السعودية، قال هندرسون إنه مع تضاعف الأزمات التى
يواجهها العالم العربى، فإن الخلاف بين السعودية والولايات المتحدة أصبح
واضحاً، فالرياض دعمت الرئيس السابق حسنى مبارك أثناء الثروة، وكانت ملجأ
للرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على. ورغم أن عزم الحكومة السعودية
عدم السماح بأى احتجاجات غدا الجمعة سيكون اختباراً لحكمة تكتيكاتها، فإن
القرار نفسه يمثل تناقضا مباشرا لسياسة الولايات المتحدة بغض النظر عن
النتيجة. وخلص التقرير إلى القول بأن شىء سيحدث فى المملكة فى 11 مارس
سيمثل تحدياً أمام العلاقات الأمريكية السعودية
.
